القيمة، الخزي، والحب

-

الشهر اللي فات اشتريت جاكيت ب٢٠٠٠ جنية، فلغالب اغلي جاكيت اشتريه في حياتي. 

كذه حد شافني لابسه وقاللي ياه! كتير قوي عليه!

ممكن يكونوا شافوني "مُغفل" عشان يقدروا يشتروا واحد شبهه بتمن ارخص بكتير، بس أنا مش مضايق ولا ندمان علي الفلوس اللي دفعتها فيه. شايف كمان انه يستاهل ادفع فيه المبلغ ده.

فيه حد عمل حاجه شبه كدة زمان، ولما بحكي لناس علي اللي عمله بيشوفوه "جنان" او "مغفل" انه يدفع مبلغ كبير قوي في   حاجه ملهاش تمن اصلاً!

انا! انا مكانش ليّ تمن! ماكنتش استحق او استاهل اي حد يعمل اي حاجه عشاني. بس الرب يسوع المسيح بص عليّ وشافني   غالي قوي،وانه عايز يشتريني مش بس بتمن غالي، لكن بأغلي تمن. دمّه.

وبقيت عايش حياة فيها "انا اللي مستحقش" "استحق" بس مش بسبب اني كويس او بعمل خير، لكن عشان اللي اشتراني دفع فيّ اغلي ثمن.

لمّا بعمل حاجة غلط او وحشة، ويجيلي فكرة انه الله هيبطل يحبني بسبب اللي عملته، بفتكر انه حبه ليّ والتمن اللي دفعه فيّ كان من غيرمقابل. وانا في "اوسخ" حالاتي برضه دفع فيّ اغلي تمن ده.

احنا اتربينا علي عقلية ال performance mentalility

ووصلنا بطريقة مباشرة وغير مباشرة من اهالينا انه حبهم لينا مبني علي أداءنا، درجاتنا، قد ايه مؤدبين، هاديين، شاطرين. لكن ده دمر استقبالنا لحب مش مشروط من الله، ودرّب خلايا عقلنا انه لازم اقدم مقابل عشان اتحب، هي بتمشي كدة، صفقات.

بس الحقيقه حب ربنا لينا ماكنش صفقة!

والمفروض حبنا لبعض ميبقاش صفقة.

بس العالم مسبناش ولما كبرنا، وبقينا عايزين نشتغل في مجتمعات رأس مالية، الرسالة كبرت وكملت. بقينا بنسأل نفسنا طول    الوقت "ازاي هقدر ابيع نفسي للشركة ديه؟"

وبنتعلم مهارات مفاصلة، مش بس عشان نستخدمها في المشاريع، لكن كمان عشان نفاصل في التمن اللي بيتدفع فينا عملياً. 

ممكن اقدر افهم وادي عذر للمجتمع الاستهلاكي والنظام الرأس مالي انه محتاج مقابل. محتاج موظف عنده حاجة تساوي فلوس.

بس ساعات كتير بنتعامل مع الناس بنفس الفكرة.

"ازاي هقدر اقدم نفسي كشخص يستاهل حبك؟"

"ازاي هقدر اقدم نفسي كراجل يستاهل البنات تعجب بيه؟"

"ازاي هقدر ابين نفسي كبنت تستاهل تلاقي عريس؟"

"ازاي هبين نفسي كامل وبرضي الناس عشان انال حبهم؟"

"ازاي ارضي الله عشان استاهل حبه؟"

دكتور برينيه براون بتقول "قيمتنا وانتماءنا غير قابلين للفصال مع الناس، احنا بنحملهم في قلوبنا"

بس خلينا صادقين مع نفسنا، احنا ساعات كتير بنفاصل فيهم. بنفاصل فيهم مع ربنا، مع انه هو عمره ما فاصل في قيمتنا.    وبنفاصل فيهم لمّا نقبل ققل من اللي نستاهله في اي حاجة عشان نتحب.

لما نخبي حتت من قصتنا و شخصياتنا عشان نسوّق لشخص احسن مننا يستاهل يتحب.

موت يسوع عشاني، بيديني كإنسان قيمة غير قابلة للفصال. دمه بيشيل الورقة اللي بنكتب عليها السعر اللي شايفين ممكن يتدفع فينا، وبيكتب عننا علي الصليب، "لا يقدر بثمن"


بعد دراستها لموضوع الخزي لاكتر من ٢٠ سنة، دكتور برينيه بتعرّف "الخزي" انه "الخوف من اننا نكون غير محبوبين، هو الشعور بألم رهيب او خبرة خلتنا نقتنع اننا معيوبين، وبالتالي منستاهلش الحب، القبول، الانتماء، والتواصل"

بتكمّل وتكتب:

"الخزي بيتعلق دايماً بالخوف. احنا بنخاف الناس ميحبوناش لو عرفوا حقيقتنا، احنا منين، احنا مؤمنين بإيه، قد ايه بنعاني،   وصدق او لأ، ازاي احنا رائعين عندما نُحلّق عالياً... ان تشعر بالخزي هو ان تكون انساناً"


انا نظرتي لنفسي وحياتي اتغيرت، لما بقيت اشوف نفسي استاهل واستحق مش بسبب اللي بعمله، لكن بسبب اللي يسوع عمله  عشاني منغير اي مقابل اديهوله. وللاسف عارف قد ايه اللي لسه مختبرش وقبل الحب ده، والحب ده غير عقليته ورؤيته لنفسه،  عايش في ألم.

خليني احط قدامك اسئلة ممكن توريك ازاي ممكن تكون لسه بتفاصل في قيمتك، واشجعك تكتب الاسئلة اللي بتعبر عنك كمان:

  • انا بعمل حاجات للناس من حب ولا عشان الحب؟
  • هو انا بحاول ارضي الناس علي حساب راحتي كتير؟
  • هو انا مرتاح احكي قصتي زي ماهي بكل نقطها السودا؟
  • هو انا بخاف عيوبي تبان للناس؟
  • هو انا مرتاح اكون غضبان، حزين، لاخره قدام الناس؟
  • هو انا مرتاح مع فكرة اني اكون مش مُريح في اوقات للناس؟
  • بعمل ايه مع ربنا بعد ما اقع في خطية؟ بقول له ايه؟
  • بعمل ايه بعد ما اغلط، اوجع حد، افشل، بكلم نفسي ازاي؟ 

لو نظرتك لقيمتك بتتغير بعد مواقف معينه، يبقي لسه، لو فاكر ان حبك لحد هيخليه يحبك يبقي لسه، لو بتسكت في مواقف محتاج تتكلم، اوتزعق يبقي لسه.

صدق من قلبك وعقلك الترنيمة اللي بتقول

" من غير ثمن، من غير عمل ليّ قبول. علشان انت كنت الحمل ليّ دخول"


بص في عينك، قولها، انت تستاهل تتحب، من غير مقابل، انت قيمتك غير قابلة للفصال. اللي بتعمله مش ممكن يرخّص او يغلّي فيك. انتغالي، عشان انت غالي :) مش عشان اي سبب تاني ؛)

يا غالي. ايوة بكلمك انت D:

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوة صحوْ للرجال

-
صورة
رجال في العشرينات من عمرهم يحنون رؤوسهم طلباً للرب في مؤتمر لشباب الخبر السار دموع رجل: لا أنسى رؤية دموع رجل حقيقي أمامي وأمام العشرات من الشباب، وهو يحكي لنا عن قصة إصابته بجلطة وهو لم يصل للأربعين من عمره. لم يبكي امامنا لأنه كان يحكي تجربة خاف فيها علي نفسه من الموت، لم بكي من قلبه، إذ كان يتكلّم عن ابنته الصغيرة، قرّة عينه، وكيف خاف أن يموت وتركها تكبر محرومة من أبوته لها. هذا الرجل الذي أحترمه، رجل حضوره يبني. يبني في حياة ابنته الصغيرة ما لا يستطيع أي انسان آخر أن يبنيه في قلب وشخصية ابنته. رجل حاضر، فاعل، مؤثّر في عائلته وحياة من حوله.   الإرث الأبدي! إذا مُت الأن، ماذا سيكون إرثك؟ ماذا ستترك لعائلتك، لزوجتك، لأطفالك، لدائرتك الصغيرة؟ أبعض المال؟ أهي ممتلكات؟  عقارات وسيارات؟ أهو العُنف والإمتعاض؟ السباب؟ الإهمال؟ أم تأكيدك لهوية أبناءك وبناتك؟ وحُبّك وذاتك المبذولة لزوجتك؟ حضورك الرجولي والرعوي والأبوي الذي لن يضمحل مثل جسدك ولن يُنسى. لا يُنسي حضور الرجل الحقيقي، فهو حضور يُعطي حياة، حياة لا تموت مع الجسد . كيف سيتحدث من عملوا معك عن تأثيرك في بيئة عملك؟ ما هي الموا...
قراءة المزيد

العمل والإحتياجات

-
صورة
عندما   نقرأ   ما   كتبه   بولس  " من   لا   يعمل   لا   يأكل " نظن   أنه   ضمنياً   يقول   أن   هدف   العمل الأساسي   هو   الأكل  ( تسديد   الاحتياجات   المادية )  ولكن   هل   حقاً   هذا   ما   قصده النص؟ يوجه الرسول بولس رسالته هنا الي من تركوا أشغالهم وأعمالهم بحجة أن مجئ الرّب قريب، وأنهم في اثر ذلك أصبحوا فضوليّون ، وعالة علي من حولهم. وفي ختام رسالته الموجهه لهؤلاء الأشخاص يخبرهم أنهم ان كانوا لا يعملون، فلا يأكلون، أي يوصي بعدم اعالة الكنيسة مثل هؤلاء. هناك فرق وتمييز بين العمل والوظيفة، ونحن نشوّه العمل ونسئ اليه اذا قلصناه الي الوظيفة والأكل. إذا ما هو العمل؟ إذا   راجعنا   القرينة  الكتابية  عن   العمل،   سنري   بوضوح   أن   أول   ذكر   للعمل   في   سفر   التكوين   يخبرنا   بأمرين : أولاً   أن   الله   إلهٌ   عامل   وهو   قد   خلق ...
قراءة المزيد