رسالة إلي المرأة الفاضلة.

اليوم، أمام الأفق الحميم، علي الشاطئ اللامتناهي، غرقت في حمرة الغروب، وتذكّرت أوّل مرة تقابلنا. تذكرت كيف رأيتني في عينيكِ. وكيف هدمتِ قلاع الكذب الشاهقة بداخلي، التي رصّ حجارتها المزيفون علي مرّ الثواني والسنين. أمامكِ لم تبد الدموع دليلا للضعف، ولم يظهر ضعفي كعورة عارية. في عينيكِ الدافئتين هرب برود التصنّع وبين أصابعك الرقيقة وجدتُ ما كنت أبحثُ عنهُ. علي كتفُكِ الحنونُ فهمتُ معني الاعانة وتقوّي ساعداي اذ علما أنّهما لا يحتاجان للعمل بمفردهما، فحملا أضعاف ما كنت أتخيّل تحمّله. عندما تحادثنا أدركت ما معني أن يكون الرجل "جميلا" والمرأة "قوية"، وأن الجمال والقوة الحقيقين لا ينفصلا. أن الرجولة والأنوثة وجهان لعملة واحدة، ين ويانغ الإنسانية. عندما تشاركنا القصص، المشاعر وخواطرنا، اكتشفت أن المرأة قادرة علي التحليل وبارعة في الإدارة. وأن الرجل بسهولة تقوده المشاعر. ألا يعمي الرجالُ الغضب؟ وألا تدير المرأة البيت أكثر ما يمكث فيه الرجل؟

علي صدركِ كذبوا من قالوا أن الاحتواء من اختصاص الرجال. وبين كفّيك انفضحت قوتهم الزائفة. علي شفتيك العذبة ارتسمت حكمة الحياة ومن لسانك الحلو شبعت من شهد المعروف. قلقت وخفت من الغد فجئت اليّ وعلّمتي قلبي الضحك علي الزمن الاتي. أصبحتِ واحدةً معي وأصبحتُ واحدا معكِ وفهمتُ سرُّ الطبيعة. فتصالحت مع العصافير، ابتسمت ليّ الأغصان وعطّرتني الورود في كل مكان. فجأةً انكشفت لي درجاتٌ لم أعهدها، في زُرقة البحر، في اخضرار الحقول وفي بنفسج السماء. تجلّي لي جمال القمر وصادقتني النجوم وزارتني مئات الشهب. توطد اتصالي بالحياة كلّما تكرر اتصالنا. وامتلأ قلبي فهماً بترددات تواصُلنا. ففيك لم أجد ضلعٌ ضائعٌ, بل معينةٌ,  نظيري. أنا بكِ وأنتِ فيّ. وأنا فيكِ وأنت بيّ. ونحن الاثنان به نحيا ونتحرّك ونوجد، وفيه نجتمع ونثمر ونتحد، وبنا يفرح قلبه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوة صحوْ للرجال

العمل والإحتياجات

القيمة، الخزي، والحب