أحببتكَ لأنكَ أنتَ
أحببتك لأنك أنت، لكنني أغرمت بكل تفاصيلك الساحرة. أجلس أمامك ساعات ولا تمر بضعة دقائق. أتأمل كل حركة، كل همسة وكل نظرة. الطريقة التي تعوج بها رأسك عندما يزداد تركيزك. نسمات النهار وهي تداعب رموشك المتداخلة، بسمة الشروق علي شفتيك الهادئة و انعكاس الغروب في عينيك الدافئة. ضحكتك إذا داعب نسيم الأشجار وجهك وانفتاح أنفك عندما يخبط هواء البحر شعرك. كيف تتفاعل مع ما تقرأ، فتقوّس حواجبك التي تعزف الحان الشفقة، وترفع خدّاك اللذان يلحّنان نغمات المرح، وتتسع عيناك عقب اكتشاف حبكة ملهمة. أحببتك لأنك أنت وأغرمت بلمعان عينيك اللذان يعكسا بريق عيني لك، لك فقط. الطريقة التي تحتضني بها عيناك الدامعة علي وجعي واختلاج شفتاك علي شفتاي في مرضي. أغرمت بخجلك وأغرمت بشجاعتك. أغرمت بنضجك وأغرمت بعفويتك. أغرمت بك أب لم تنجب بعد وعاشق لم يدنّسك العشق. أغرمت بك خائفا مضطربا وعازم لا تعرف الاستسلام. أغرمت بك حصنا وأغرمت بك طفلا. أعرف أن الغرام يخمد، أن اللهفة تهدأ وأن النشوة تهطل عليها أمطار السنين وتنطفئ. أن ما نراه في الأفلام ونسمعه في الأغاني نادرا ما يمت للواقع بصله, أن تلك يوتوبيا طفوليّة وأحلام واهيه....