المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2020

أحببتكَ لأنكَ أنتَ

أحببتك لأنك أنت، لكنني أغرمت بكل تفاصيلك الساحرة. أجلس أمامك ساعات ولا تمر بضعة دقائق. أتأمل كل حركة، كل همسة وكل نظرة. الطريقة التي تعوج بها رأسك عندما يزداد تركيزك. نسمات النهار وهي تداعب رموشك المتداخلة، بسمة الشروق علي شفتيك الهادئة و انعكاس الغروب في عينيك الدافئة. ضحكتك إذا داعب نسيم الأشجار وجهك وانفتاح أنفك عندما يخبط هواء البحر شعرك. كيف تتفاعل مع ما تقرأ، فتقوّس حواجبك التي تعزف الحان الشفقة، وترفع خدّاك اللذان يلحّنان نغمات المرح، وتتسع عيناك عقب اكتشاف حبكة ملهمة. أحببتك لأنك أنت وأغرمت بلمعان عينيك اللذان يعكسا بريق عيني لك، لك فقط. الطريقة التي تحتضني بها عيناك الدامعة علي وجعي واختلاج شفتاك علي شفتاي في مرضي. أغرمت بخجلك وأغرمت بشجاعتك. أغرمت بنضجك وأغرمت بعفويتك. أغرمت بك أب لم تنجب بعد وعاشق لم يدنّسك العشق. أغرمت بك خائفا مضطربا وعازم لا تعرف الاستسلام. أغرمت بك حصنا وأغرمت بك طفلا. أعرف أن الغرام يخمد، أن اللهفة تهدأ وأن النشوة تهطل عليها أمطار السنين وتنطفئ. أن ما نراه في الأفلام ونسمعه في الأغاني نادرا ما يمت للواقع بصله, أن تلك يوتوبيا طفوليّة وأحلام واهيه....

رسالة إلي المرأة الفاضلة.

اليوم، أمام الأفق الحميم، علي الشاطئ اللامتناهي، غرقت في حمرة الغروب، وتذكّرت أوّل مرة تقابلنا. تذكرت كيف رأيتني في عينيكِ. وكيف هدمتِ قلاع الكذب الشاهقة بداخلي، التي رصّ حجارتها المزيفون علي مرّ الثواني والسنين. أمامكِ لم تبد الدموع دليلا للضعف، ولم يظهر ضعفي كعورة عارية. في عينيكِ الدافئتين هرب برود التصنّع وبين أصابعك الرقيقة وجدتُ ما كنت أبحثُ عنهُ. علي كتفُكِ الحنونُ فهمتُ معني الاعانة وتقوّي ساعداي اذ علما أنّهما لا يحتاجان للعمل بمفردهما، فحملا أضعاف ما كنت أتخيّل تحمّله. عندما تحادثنا أدركت ما معني أن يكون الرجل "جميلا" والمرأة "قوية"، وأن الجمال والقوة الحقيقين لا ينفصلا. أن الرجولة والأنوثة وجهان لعملة واحدة، ين ويانغ الإنسانية. عندما تشاركنا القصص، المشاعر وخواطرنا، اكتشفت أن المرأة قادرة علي التحليل وبارعة في الإدارة. وأن الرجل بسهولة تقوده المشاعر. ألا يعمي الرجالُ الغضب؟ وألا تدير المرأة البيت أكثر ما يمكث فيه الرجل؟ علي صدركِ كذبوا من قالوا أن الاحتواء من اختصاص الرجال. وبين كفّيك انفضحت قوتهم الزائفة. علي شفتيك العذبة ارتسمت حكمة الحياة ومن لسانك ا...

الحب: بين السؤال والاجابة

إنه  لا يخفي علينا أن أبشع الجرائم والخطايا التي ارتكبها الإنسان في حق الله ونفسه والآخرين ليست تلك التي وقعت تحت الأسم الظاهر للسُلطة أو الكراهية أو الأنانيّة أو الزنا والنجاسة أو حتّي الإرهاب، بل تلك التي وقعت تحت إسم (الحُب) و (المحبات). حيث أصبحت تلك المسميّات الإلهيه لا تمت بأي نوع من أنواع الصلة للإله الحقيقي. بل أصبحت تلك مسميّات لأوثان وآلهةً زائفين عبدناهم تارةً بجهل وتارة بغباء عمديْ وربما بطرق أخري لم أكتشفها بعد. ألم يكن هذا ما فعله أفلاطون بمبادئه العمياء والإغريق بعبادتهم لأفروديت وكيوبيد؟ أليس من السهل علي الشرير أن يخدعنا ويجرفنا إلي أبعد ما يستطيع عن المحبة الحق (الله) بأسم محبّات زائفة (شيطانية)؟ ما أيسر أن نؤلّه -بدون وعي- المحبّات الطبيعية التي وضعها الله لنا ولخدمتنا ونطيعها عنه هو نفسه!  قال سي. إس. لويس "إن لم يضع الله يده بالكامل ويسود علي المشاعر النبيلة كالوطنية والأمومة والعاطفة والغرام فإنها تفسد تلقائياً وتفسدنا" وبالطبع لن يضع الله يده علي شئ لم نطلب أن يضع يده عليه بناءً علي حرية الإرادة التي وهبنا أيّاها. وما أكثر ما أذي الأباء والوالدات وال...