لماذا؟
لقد اختبر الفرح الحقيقي أعماق الحزن
وعاني
السلام الكامل من أعتي المخاوف
ووقف
العدل خلف قضبان الظلم
لقد
افترست المحبة الخالصة من الأنانيّة المكشّره
وخنق
الرجاء بحبل اليأس القاتم
ولم
تجد الراحة أين تسند رأسها
لقد
أذلّت الحكمة من الجهلاء
وذبحت
القداسة علي مذبح العار والنجاسة
وأخيرا
ابتلع موت الهاوية أصل الحياة
انذاك..
ظننتها النهاية..
تعجبت
في كربي ونضح منّي تسائل اثر تلفّظهم الأنفاس الأخيرة.
- لماذا؟
- قالو
معا: من أجلك
- من أجلي!
- ردّوا بحنان: بالطبع .. لنشاركك. فلا تحيا بعد يتيما بلا ظهر وضعيفا بدون سند ولا تكون
وحيدا إذا انقضّ عليك خوف الليل, ورأيت لهيب سهام اليأس يلوّح في سماء العتمة. عندما يغمرك الحزن ستجد ذراعنا تلتفّ حولك وتعزيتنا تهدهدك.
إذا استيقظت علي رطوبة دموع الليل ستكتشف اننا لم نفارقك طوال نومك فسهرنا في ذات
البستان نحمل عنك الاجهاش ونتجرّع كأس غضبك.
لتتعزّي
اذ ترانا ندرك معني الظلم وتتطمأن عندما تجدنا مثلك وأكثر، أصحاب أوجاع وممتلئين
ضربات.
عندما
تواجه التواء جيلك وتندر القداسة مختبئة في أزقة المدن الكبرى، ستجدنا هناك منذ
الجيل الأوّل لم يكلّ صياحنا عن نداء الحكمة وقلما أقبل علينا خائف للعليّ.
حين
لا تترك سبيلا الا وتطلب فيه الراحة فتظن أنها مفقودة وتتيقن من ضياع السلام وتعود
دائما منكّس الرأس خائبا، ستستطيع أن تسمع صوتنا الهادئ، فنرشدك الي ينبوع مياه
الراحة والسلام الأبدي.
عندما
يسحقك الرفض ويملئك الخذلان وتفيض بك الإحباطات، فلا يزورك الا الترك ولا تسأل عنك
سوي الوحدة، ستتلفّت لتجدنا كنّا دائما بجوارك ولم نذهب قط. ستكون لدينا دائما
خبرتنا الأليمة لنستطيع أن نشعر بك ونفهمك اذ لم يقدر فمك أن يصدر صوتا ولا عقلك
أن يتلمّس تعبيرا.
ولئن
تظلّم شمسك ويشق حجابك ويدحرج حجر القبر عليك، سنمسك يدك، سنريك ما معني أن تحيا
وسط الأموات وأن تذوق المجد في الالام. ستغلب معنا عدوّك القديم، سندوس سويا
سلطانه ونكسر شوكة المشتكي.
ستفتح
عينين جديدتان لم تختبرا دموعا فيضئ لك نور لم تعهده قبلا وتنبض روحك بدل القلب
المجبور عندما ترانا.
لأننا
قد أحببناك للمنتهي، وأتينا اتيانا ولم نتوان. وستذوق الوحدة معنا نحن الواحد،
الأول والأخر، البداية والنهاية.
تعليقات
إرسال تعليق