في النهاية

في النهاية، كل الأشياء ستقع في موضعها الصحيح. في النهاية سوف نري ما كان من الصعب علينا رؤيته في المنتصف. في النهاية ندرك أنها لا تستحق، تلك الشجارات مع الأخرين، ذلك العناد والاعتزال وصلابة الرقاب.
في النهاية نعترف، ببطل كبريائنا، بلعنة تأجيلنا. نحن لا نرحل بالتمام بعد رحيلنا، بل تبقي أجزاء منا هنا وهناك. الضحكة التي رسمناها علي تلك الشفاة، الدمعة التي مسحناها عن تلك الوجنة والكتف الذي ربتنا وهو يهتز. اننا نترك جزء منا مع كل يوم جديد، فعندما نستيقظ، أنقرر ماذا سنترك اليوم؟ أم ندع اليوم يقرر عنّا! لا يوجد شك أننا سننسي بالتمام هنا لكن بالتأكيد سيبقي ما قلنا، ما كتبنا، ما تركنا من أثر في نفوس من تقابلت سفنهم مع سفننا.
في النهاية سنذكر ما لم نكمله ومن لم نكلّمه. ستطاردنا الكلمات التي ابتلعها الخوف فلم تتسلق السنتنا ولم تري الحياة. سوف تعذبنا تلك الرسائل التي لم ترسل والجمل التي مسحت عن شاشات هواتفنا المحمولة فلم تقرأ. في النهاية سوف تقف حول سرير موتنا أبسط التعابير التي تجاهلناها والاعترافات التي انكرناها. سيزور قبورنا يوميا "أنا أحبك" "لقد كنت رائعا" "أنت جميلة" "أنا أسف" وأنا ممتن لوجودك". سيلومنا كل عناق متروك وكل يد لم نواسيها.
في النهاية ستبكي علينا المواهب المراقة والقدرات المهدرة وكل دقيقة ظنناها فارغة. في النهاية سيتسني لنا أن نري الحياة كما هي وليس بأي عدسة مضللة.
في النهاية، تنسي الإنجازات وتحرق الشهادات وتصدأ الميداليات وتزال الألقاب وتفني النقود وكل شيء الّا الأشخاص، هم من يبقون. فعندما يسقط كل شيء زائف سنستطيع أن نعطي ونطلب الأمر الوحيد الحقيقيّ، الكائن والذي كان والذي يأتي، الحب. الله. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعوة صحوْ للرجال

العمل والإحتياجات

القيمة، الخزي، والحب