اللامنتمون

هنيئا لاولئك الذين لا يقبلون بأنصاف الأشياء, الذين لا يطمحون في أنصاف حيوات. الذين لا يجذبهم أنصاف الأحاديث وأنصاف الخبرات. الذين يفضلون الوحدة الممتلئه علي الضوضاء الفارغة. والدوائر المخلصة  علي المجتمعات المنهكة. أولئك الذين اذ فرحوا رقصوا مع الأشجار وابتسموا للورود. وتسلطنوا بتناغم ألحان أوركسترا النجوم الأبدية. هؤلاء اذ رأوا محبوبا يتألم يشعرون بألمه مضاعفا ودموعه أنهار غامرة. هنيئا لمن لا يعرف الفتور طريقا لقلبهم, لأولئك العفويين المريحين، الذين يفضلون الجلوس تحت ظل شجرة في ظهيرة صيفيه علي الجلوس في الغرف المكيفة. والمشي حفاة القدمين علي المروج الخضراء وشطوش البحار علي ركوب سيارات الطرق المسفلته. من يقفزون بثقة الي اللامعلوم، مع كونهم أفضل من يفكرون بتأني ويضعون خطط المستقبل. ,ولا يترددون أمام أخذ قرار الايجاب بعفوية للمغامرات التي تترك قلبهم يخفق بشدة. 

هنيئا لمن يبحثون عن الهدف في كل شيء وان كان مرحا خالصا ومن يريدون الحياة في كل لحظة. الذين لا يريدون أن تمر لحظة دون أن يجعلونها أبدية.

أولئك من يؤثرون التجول لساعات في الطرق الوعرة والغابات, من لا يقلقون من ضلال الطريق اذ يدركون لذة التيهان.

هنيئا للساعين الي اليوتوبيا خاصتهم علي جحيم الواقع الأرضي. من لم يستسلموا مهما سقطوا. الذين لم يفقدوا الأمل في الحب الحقيقي وان انجرحوا بأسم الزائف ولم يختفي يقينهم بوجود الخير بداخل الناس وان تأذوا بشرهم. ومن تظل تزوره الوان الأحلام كل ليلة علي فراشه مهما اشتد ظلام المستهزئين المحبطين. 

هنيئا لمن يستمر في ركوب الأمواج وان كانت تتكسر علي صخور الشواطيء ومن يطبع اخضرار الاوراق في قلبه وزرقة السماء في عينيه مهما طال بقاء الشتاء.

هنيئا لغير المندمجين في كل المجتمعات وغير المتأقلمين مع عقليات السطحيين. اللامنتمون الذين يظهرون كصمتي انطوائيين لانهم لا يجدون من يشبهونهم الا قليلا ومن يفهمونهم الا نادرا. 

هنيئا لهؤلاء المشجعين المستأثرين الأختلاف, من يلونون الأيام ويملحون اللحظات ويعطرون السنين ويقدرون الحياة.

هنيئا لهم ليس لأنهم الأفضل, فهذا لا يعنيهم, بل لأنهم أنفسهم وهذا هو الأفضل بالنسبة لهم .هذه هي مكافئتهم الالهية.