المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2024

همسات لاهوتية في الطبيعة المادية

صورة
كم من السهل علينا أن ننسي أن الله "أعين الكُل إياه تترجّي وهو يعطيهم طعامهم في حينه" مز 145 أنا الأن علي شاطئ جميل من شواطئ البحر الأحمر في مدينة هادئة في سيناء، أشمُّ رائحة اليود وأري الأسماك الصغيرة تقفز في الماء وفي الخلفية الجبال الجميلة التي للسعودية . كم يعلّمني هذا المشهد، وكم من السهل أن أغرق في القلق في المدينة الكبيرة وأنسي أن الله هو الراعي الذي يُعيلني. كثيراً ما تتشتت نفسي بإحتياجاتها وتشرد في سرعة العالم والحياة حوالي، وفجأة أبدأ الظن انني من أطعم نفسي وعليّ أن أسدد احتياجاتي بطريقتي، فجأة أكتشف أنني نسيت أن الله هو الذي يعطيني طعامي في حينه! أذهب لمكان هادئ وجميل مثل هذا، وأسكن في محضر الله، هنا أري لمحات منه وأسمع همساته في خليقته. "انظروا إلي طيور السماء" هكذا ناشد المسيح القلقين علي الطعام، "تأملوا زنابق الحقل" وهكذا ناشد من يعولون هم اللباس. وبينما كان يسير قال له شخص "يا سيد أتبعُك أينما تمضي" فعندما أراد المسيح أن يمتحن صدق تبعيته قال رداً عليه "للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأ...

العمل والإحتياجات

صورة
عندما   نقرأ   ما   كتبه   بولس  " من   لا   يعمل   لا   يأكل " نظن   أنه   ضمنياً   يقول   أن   هدف   العمل الأساسي   هو   الأكل  ( تسديد   الاحتياجات   المادية )  ولكن   هل   حقاً   هذا   ما   قصده النص؟ يوجه الرسول بولس رسالته هنا الي من تركوا أشغالهم وأعمالهم بحجة أن مجئ الرّب قريب، وأنهم في اثر ذلك أصبحوا فضوليّون ، وعالة علي من حولهم. وفي ختام رسالته الموجهه لهؤلاء الأشخاص يخبرهم أنهم ان كانوا لا يعملون، فلا يأكلون، أي يوصي بعدم اعالة الكنيسة مثل هؤلاء. هناك فرق وتمييز بين العمل والوظيفة، ونحن نشوّه العمل ونسئ اليه اذا قلصناه الي الوظيفة والأكل. إذا ما هو العمل؟ إذا   راجعنا   القرينة  الكتابية  عن   العمل،   سنري   بوضوح   أن   أول   ذكر   للعمل   في   سفر   التكوين   يخبرنا   بأمرين : أولاً   أن   الله   إلهٌ   عامل   وهو   قد   خلق ...